بلادي نيوز: عمر أعكيريش
ثلاثة مشاهد لفتت نظري خلال عرض مسرحية ” آيت ميلك تغوص في مستنقع رمال متحركة ” التي دارت فصول أحداثها على خشبة قاعة الاجتماعات بجماعة ايت ميلك يوم أمس الجمعة 05 ماي، بحضور جمهور ظل واقفا يتابع أحداث المسرحية المثيرة، وقلة منهم اتخذ من بضع كراسي مقعدا لهم..
ابدأ من حيث انتهت مسرحية دورة ماي 2023 لمجلس جماعة ايت ميلك اقليم اشتوكة ايت باها، بدون برقية ولاء، حتى عندما طلب ” بضم الطاء” من أحد الأعضاء الختم والدعاء، كان نصف من في القاعة بما فيهم بعض الأعضاء والمستشارين قد لفظهم الباب الرئيسي للجماعة، مكتفيا ب” سبحان ربك رب العزة عما يصفون” ويسدل الستار على آخر فصول المسرحية، في مشهد يحز في نفس كل متتبع..
المشهد الثاني.. يكفي أن تقول نعم لتواجه في الجهة المقابلة بلا، فثنائية الرفض والقبول سمة بارزة طغت على كل فصول المسرحية.. النقط المدرجة بجدول الأعمال لاقت الصد والرفض عنادا وانتقاما، بعيدا عن استحضار مصلحة الساكنة، فيكفي أن يصرح مستشارا داخل الجلسة وبشكل علني أنه رفض التصويت على نقطة كناية في موقف سابق للرئيس الحالي فيما يخص النقطة ذاتها إبان فترة طواها الزمن، لكن ظلت حية تسكن حقيبة ذاكرة المستشار، فهذا يدل على أنه ثمة تكريس لسياسة ومبدأ الكيل بمكيالين..
المشهد الثالث.. “الجهة التي تحرككم ضعيفة” تصريح خطير أدلى به أحد المعارضين موجها خطابه للجهة المسيرة، في رسالة واضحة أن حيتان سياسية بالإقليم تمسك بخيوط اللعبة وتحركها أنا ووقتما شاءت، حسب أهواءئها ورغابتها ولتذهب المصلحة العامة إلى سقر..
هي فقرات متسلسلة دارت مشاهدها أمام أعين السلطة المحلية في شخص قائد قيادة ايت ميلك، الذي حاول جاهدا أكثر من مرة إعادة الأمور إلى نصابها، عبر تذكير كل مكونات المجلس بفصول القوانين الملزمة باحترام سير الدورة، خاصة أن خمسة من المعارضة كانوا في مواجهة صاخبة مع ذات العدد موالين للرئيس، بلغت حد تبادل الشتائم والقدح، فيما ” والحمد لله” باقي الأعضاء والمستشارين عبارة عن “أرقام” وأيادي ترفع وقت التصويت لترجيح كفة جهة دون آخرى..
اختتمت فعاليات الدورة، خرجنا من الجماعة وكانت الساعة تشير إلى الثانية والنصف زوالا، بقيت أسماء في المسرح تجمع الحكايات التي تركها الأعضاء والمستشارين في القاعة، فيما خطا الرئيس يصعد الأدراج وحيدا مستعيدا شريط إخفاق دورة، يمتد صداها وتأثيرها على ساكنة جماعة برمتها، مدفوعة غصبا نحو باب مسدود..