بلادي نيوز: عمر أعكيريش
” لهلا يوصل شي مسلم لهاد الحفرة” دعاء أضحى لازمة عند مرتفقي المستعجلات بانزكان
من فرط ما يعانيه المرضى وزوار هذا المرفق من لامبالاة وطول الوقوف في انتظار الذي يأتي أو لا يأتي..
صباح اليوم 25 ابريل، عند حدود العاشرة صباحا، وجدت نفسي مجبرا على مرافقة زميلي لقسم المستعجلات بمدينة انزكان، عند المدخل كان البهو مكتظا بالناس، منهم من ينتظر ولوج قاعات العلاج ومنهم من ينتظر قدوم الموظف القائم على استخلاص واجبات الفحص والراديو… ليتبين بعد طول انتظار وإلحاح البعض في السؤال عن موظف الصندوق أن هذا الأخير في اجتماع، وعلى المرتفقين التوجه الى الصندوق الاخر بالمدخل الرئيسي للمستشفى الإقليمي لانزكان، على الرغم من طول المسافة، فما على المرضى إلا التحمل والصبر والجلد إرضاء لخاطر مسؤولين اتخذوا من شعار العشوائية والتخبط ديدنا لمسيرتهم المهنية العرجاء..
أضيف من الشعر بيتا، الظرفية التي ساقتني بمعية زميلي للمستعجلات فرضت علينا رؤية الطبيب الرئيس به، طابور طويل يجمع بين من يتكأ على عكازين، ومن لف ذراعه بضمادة، ومن يتوسد الحائط من فرط الإعياء والتعب والسقم، جمعهم دهليز طويل بدون كراسي تحتوي أجسادهم المنهكة، ليبدأ اللغط والخصام والمشاداة الكلامية بين المرضى، بسبب ما اعتبروه ضرب من اللامبالاة من قبل القائمين على تسيير المنظومة الصحية بهذا المرفق الهام، فالمريض وبعد طول انتظار في الطابور، يلج مكتب الطبيب الرئيس الذي يكتفي مبدئيا بالتأشير له على ورقة الزيارة، ويوجهه نحو الصندوق لأداء واجبات الفحص ” consultation”والمحدد في 100 درهم، يعود بعدها، بعد طابور ومعاناة أمام الصندوق، نحو طابور آخر “جديد قديم” لولوج مكتب الطبيب الرئيس.. أليس هذا استهتار واستخفاف بالمواطن وبصحته، وتفنن في تضييع وقته وإهدار طاقته بدون طائل؟؟؟
علينا أن نتفق أن مسلسل إصلاح الصحة ببلادنا هي حلقة العنصر البشري، فالذي يُنزل السياسة الصحية التي تنهجها وزارة الصحة على أرض الواقع هو الموظف، الذي هو الوسيط بين الوزارة والمواطن، لكن للأسف الشديد مثل هكذا ممارسات كالتي نعيشها بقسم المستعجلات بإنزكان تفقد المواطن تلك الثقة وتحدث شرخا كبيرا بينه وبين الأطر الطبية والتمريضية والإدارية العاملة بمستعجلات إنزكان..